وليد تليلي يكتب: مقابل ابتسامة واحدة أبيع كل شيء بالخسارة.
أنت لا تعرفينهم
أبناء الفلاحين الصغار; باعة البقدونس في رمضان
الذين يخرجون قبل طلوع الشّمس بسراويلهم القصيرة وعيونهم المتورّمة من البكاء وقلّة النّوم
ليوصلوا عرباتهم الثّقيلة إلى أرصفة الطّرقات,,,,
يمكنك أن تلتقيهم هناك;
وسترين كيف يراقبون المارّة والسّيارات طوال الصّباح,
يتثاءبون بيأس, وهم ينظرون إلى كلّ تلك الحزم الخضراء والمبلّلة
إلى أن يأتي أحد التجار,
فيبيعونه كلّ شيء بعد مساومة قصيرة
ثمّ ينطلقون سعداء, يتسابقون بعرباتهم الصدئة نحو الدّيار,,
أنا أيضا كنت طفلا مثلهم
ومازلت مثلهم إلى الآن
أدور طوال الوقت, ضجرا من حياتي, ومن كلّ هذه القصائد والذّكريات والأحلام
إلى أن تظهر فجأة: امرأة مثلك
فأهبها كلّ ما عندي مقابل ابتسامة واحدة
دون أن أعلم بأنّها تاجرة أخرى, وبأنّني أبيع كلّ شيء بالخسارة!
وليد تليلي/ تونس
تعليقات
إرسال تعليق