تفاصيل صغيرة تتدافع في ذاكرة هيلانة الشيخ
عندما كنت طفلة كانت تستهويني صغائر الأمور، أخجل ويحمرُّ وجهي من نظرات الحب وعبارات المديح.
والدي الجسور زرع فيَّ الغرور كلما ابتسمتُ لأحد رفاقهِ عبس في وجهي وقال: لا تبتسمي لهم كالبلهاء.
وإن احتد أكثر لطمني وصرخ : اغربي عن وجهي يا سافلة.
ووالدتي حقنتني بالقسوة وعلّملتني وعلّمت عليّ ولا تزال تمقت صوري وتسخر من مؤخرتي وقدميّ الصغيرتين قائلةً : كل قدم مقاسها يعادل مقاس دماغكِ الفارغة...
كبرت الطفلة وشاب رأسها وتجعد نهداها ولا تزال ترقص مع حفيداتها وتلعب ( الهيلا هوب) تعاند مرضها وتحتقر أوجاعها عندما تلتقط صورةً عاريةً تخبئها كي تتأملها كلما تذكرت أنها أُنثَى، أنها امرأة، أنها إنسانة، أنها جسد ينبض فيه الجوع، أنها الأم التي أنجبت ثمانية..... يقبلّون التراب من تحت قدميها ويجمعون الصور الممزقة في خزاناتهم بين مجوهراتهم وذكرياتهم الخالدة.
تعليقات
إرسال تعليق