رشا أحمد: مختارات "خمس قصائد"
_١_
عشتار
التي لم تلتئم بعد
عشتار
التي خرجت
من ثوبي
تبحث عن
مكان صغير
تجمع فيه الحب
مكان صغير
ينفرط كأمنية بيضاء
مازلت أجمع أوصالها
أضعها
كبقعة ضوء
حبيبي
الذي يحب اللون الأحمر
سأُكثر منه
لأوقظ بحة شوقك
ونحل اللهفة
حبيبي
أعرف أنك مثلي
مهزوم
خائف
وقوي
وعنيد
وغيور
ماذا لو أني أطلت
المكوث
بين يديك
ماذا لو أني منحت الريح
نظرتك
لم يعد مجديا أن نفكر
بالإنتحار
ولم ؟
دع ماءك يسل
دون أن تفكر بالثلج
دع الرجفة
في صوتك تحاصرني
دع انحدار الضوء
من شفتك على شفتي
دغدغ ابط المسافات
كسر المرايا
أغلق أبواب الريح
بلل ريق القُبل
كيف أدلل انتظارك
بالرجاء
بالكُحلِ
الذي يسيل على خدي
بالشعرِ
دعنا نغتسل بالماءِ
نقرة إصبع واحدة
التقط قلبي قبل الغرقِ
خائفة كعادتي
فوضوي كعادتك
نزق
مجنون
قطرة قطرة
وتسيل على جسدي
كجرح يسيل منه
العالم
أُحبك!
_٢_
إلى /رولان بارت
سيدي بارت
عفوا
تأخر الوقت كثيراً
هل يأتي الحب متأخراً !؟
أنا سأجيبك
يأتي متأخراً
دائماً
بارت
أنا أعرفه
قابلتك ذات صدفة
أنا وحبيبي
في حانةٍ قديمةٍ
على البحر ِ
اقترح علينا
عشرين مدخلاً
للحب ِ
لم نصدقك
لماذا كنت تتلعثم
وأنت تفض غبار الحكاية
سيدي بارت
كم أنت أبله
العاشق لايشكو الحب
لكنه حين يشتد المطر
يتوه منه مقبض الباب
بارت
يردد حبيبي
أنه لم يرتد
الأقنعة
لم تخنه المعاني
ولا الوصف
ولاحبائل النظرات
فقط
كان كسولاً جداً
كلما اقترب من ظلينا
بارت
هل تحب أم كلثوم
هل أضاءت ليلك
بالآهات
هل رمت منديلها
في لذة النص
سيدي بارت
الليلة سأحتفي بك
سأنزع العالم من صدرك
وأضحك أنا وحبيبي
وهو يتعكز على كتفي
فقط أترك
أقنعتك
عند الباب
لأجيد ترتيب الحكاية
كخبز فوق رأسي
يأكل الطير منه
وأجوع
فتهبط من السماء
آهاتي
احتراقي به وجعا
لم يكن سوى فكرة
راودتني
كاللاوعي
يسبق الظل
حين يقول أُحبكِ
هل جربت أن تسبق الاثنين معاً
هل لسعتك
قُبلة
من شفتين جافتين
دون لهاث
الشوق
كم مرة ستغفو ابتسامة بلهاء على يد حبيبتك
كم مرة ستعلمها حين تسقط
ألا تتكسر كلمة
أحبك
بعيدا عن شفتيك
كم مرة وكم ستزرع بكف فارغة الريح
وبالأخرى
ستجمع الماء
وأنت تلوح بقلبك
لينمو البنفسج
على كفها
لعل ظلها يصير غابة
لعل قلبها يعود إليها
ماذا
لو أنني منحت الريح نظرتك !
أُحبك
هل يكفي لأنجو فيك من نفسي !
بارت
الإشارات
التي وقعها حبيبي
في جسدي
أتبعها مثل مراهقة
وحبيبها
حارس فنار
على ظهري
في الليل تروق له الحياة
وهو يضلل كل السفن
حتى تحترق
في شطي!
_٣_
من أين يأتي الحب
من أي اتجاه؟
وأنا
أركض حاملة
أحلامي الثقيلة
وتتساقط من جسدي
الآهات
تتساقط من ذاكرتي
السنوات
واحدة تلو أخرى
وحيدة أنا
ياحبيبي
أحرس ماتبقى
من ليلي
موحشة هي الظلمة
مبللة أنا بالحب
كلما جف ثوبي
من نداه
غرقت من جديد
اليوم
أدعوك للرقص
سأكون لينة
سأسيل كحبة عنب
لاتوقف الموسيقى
انه يومنا
لاتتركني
حتى لاينفرد الحزن بي
نعم أنا متعبة
لكني سأدهس حزني
أنا بين يديك
تنسل مسامير الوجع
أمرغ وجهي بالبكاء
ياحبيبي
لاتنتظر
لتشيعني إلى صحرائي
تلك الأرض الواسعة
التي لاتروي عطشي
مد يديك
وخذ تلك الشفرة اللامعة
اقطع بها أواصل
الحلم
واغرقتي بدمائه
المرأة
التي تعرفها
حزنها
صوتها المستعار
الذي تستخدمه مرارا
لتخبرك أنها بخير
لاتوقظ بحة حزني
ياحبيبي
أنا
ابنة الماء
فلماذا
تنكرني
وتترك ندبة على صفحة قلبي!
_٤_
هل يأتي الحب متأخراً
يأتي ...
لكن ليس بعد فوات الأوان
هل وصلت متأخرة
كل ماأعلمه
أني على غصنك الٱن
امرأة
مصنوعة من جسدك
ولدت على فمك
عندما خفقت قُبلتك
على شفتي
هل يمكنني
أن أصب لعنتي
على شفتيك
هل أبكي طويلا
عند منتصف ظلينا
أتكاثر في ظل رجل وحيد
لم تهرم أوردة قلبه
أعدك
أن نجمتك
ستضئ على كفيك!
_٥_
أنتم لاتعرفون حقا
من هو حبيبي!
أضحك بصوت عال
وأكتب
ابتكر طريقة جديدة
للمثول بين يديه
أحببت الرجل الساخر
الغزير
الفوضوي
العابث بكل شيء
حتى قلبي
الذي يسميني غيمته
أسدل شعري الغزير
على صدره فينام
الرجل العصي
على الرسم
يتبع قوس قزح
ولايبالي
ليس مارلون براندو
هو أجمل
هو
الرجل الغزير
كما اسميه
كُلِّي
يسميني قصيدة الله !
فأبكي
وينتفض
بدمي الرماد
يحدثني دائماً
أن الحُب يأتي متأخراً
وأنا ليس لي إلا
عدمي
سأخبرك أمراً ما
أعلم أن الجميع
سيصدم
سأخرج معك من الخوف
لكني لن أكف عن نداء الحب
في قلبي
وأني لم أتعمد أن أُحبك
ولكنها عيني أزهرت بك
ياحبيبي
أعلم أني
إمرأة الخسارات
سأخبرك
بعد كل هذا الضياع
أني دمية بقفص
كعادتي أمسح دموعي
بكلماتي
أكتب قصائد عن الحب
أمضغ أحزاني
بشهية
وتعرف أني حزني مالح
ومع هذا تصر أن تلعق جرحي
منذ عرفتك لاأنام
كل مااحتاجه يدك
التي
لاتشبهها يد
يدك السخية
الحنون
النهر الجاري
الناصعة
الكثيرة
أعطني يدك لأعبر
لنعبر هذا الغياب
يكسرني الشك
أنت المسافر
في لغتي
أُحبك
فيولد من الغصن
شجرة
تمنحني
ثمار الأبدية!
تعليقات
إرسال تعليق