لحظة التلاشي ل هناء يزبك

يسألني
ويسألني كيف ينضج الحزن
وهو من أضرم النار
في تنور الغياب

فأسأله كيف استحالت
مدن شيدتها بداخلي
من حماقاتنا وجنوننا
لحظة أسكنتك في لوني البنفسجي
كيف استحالت رمادا

انظر
إلى الضفاف الموحشة
ونهر فقد ألوانه
حين عصفت أمواج غيابك
بزورق كنت صنعته لي
من العقيق...والنجوم...
وازهار البنفسج
لنبحر إلى سماء مليئة
بشهب الرغبة

انظر إلى ماكتبته
أنفاس الثلج على أوراق أيامنا
فأضحت أسوارا من الجليد
بين جسدينا
وسقطت أسيرة في قبضة الوحدة

ألا ترى
أن الحزن فاكهة الوحدة
يفتت قلبي يرميني شراراة
في فمها
ترفعني إلى عرش غيمة حينا
وأحيانا تسحبني إلى أعماق
لا حدود لها ....كيف
كيف أصبحت أحلامنا وهما
في سراب الليل

ونسيم مليئ بصوت الانكسار
يردد أغانينا
وأنا وتر حزن التصق في عمق الفقدان
وأنا الدمع أنقط على حروف
جفت مآقيها
وبخطى صامتة
اختزنت الحنين واختزنت الآلام
أمضي باتجاه مسالكك المضنية
وبالحبر الممزوج بلون الأفق
ٱكتب توهج شقائق الرغبة
وعلى شطآن يديك
أكتب ألم الروح
عله يتلاشى كالزبد
فأغتسل بأمواج يديك

انظر إلى كأس عيني الممتلئتين بك
كيف فاض بحرا بالآلئ
حين مسته موسيقا صوتك
فتلاشينا في لحظة حزن أبدية
وغرقنا في العرق المالح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة