موجات متتابعة من الفوبيا ل كمال أبو النور
سأعود مرة أخرى
إلى الفرقة الموسيقية
نعزف نفس اللحن النشاز
نفس الكلمات الكلاسيكية
أما هؤلاء الملائكة
يجلسون في خرابات
على مقاعد كسرت أوصالها
عشرات المرات
على" ديسكات " متهاوية
كتلك العمارات التي ما إن
يقطنها الناس تسقط من فورها
**
ماذا أقول لهذا الشعاع
بجسده الذي يستضيف
جميع الفيروسات
بعقله المزدحم بالتفاهة
بالأغاني التي يطوح فيها جسده
كمخمور أو كملبوس بالعفاريت
ويرغب أن ينفضها في حفلة زار
هذه الكتب لاتصلح إلا
أن تكون طعاما للنيران
وهذا المسكين الذي يغط في النوم
داخل الحجرات لاذنب له
إنه العقم يتآمر على التخيل
يتآمر على الآباء الذين لايكفون
عن الدوران حول الساقية
من أجل لقمة العيش
العصافير الصغيرة تتحول
إلى هياكل لا تقوى على التحليق
**
أقف أمام القليل من هذه الأحلام
وأحفر قناة من نبعي
تصب في عروقهم
قناة خارج النمط والمألوف
وأنتظر حتى تنبت الحدائق
في رؤوس استثناها الله
هي في النهاية ليست لنا
نلقيها في البحار كحيوانات نافقة
ثم نقبل قدميها
حتى تعترف بانتمائها
لجنسية الآباء السحيقة
المايسترو الذي يوجه العازفين
يداه مشلولتان ومحاطتان بالخجل
اشتراه العازفون بثمن بخس
وللإمعان في الذل
عليه أن يطرق الأبواب
كشحاذ ثقيل الدم لايستحي
أراد له الملك أن يكون هكذا
ولتذهب الآلات الموسيقية إلى الجحيم
إلى ثقافة الصدأ التي نتبناها
منذ أزمان بعيدة
**
أنت أيها الجالس على العرش
تربي لنا أنيابا لتخلق لك عدوا
ثم تحشد الجيوش لاغتيالها
أنت من صنعت هذا النفق من الحرمان
أعطيتنا الرصاص يقتلنا ويقتلك
لماذا خطفت من الزهور رائحتها ؟
سلبت من العصفور صلاته ؟
هل تريد أن تسرب في مضاجعنا
موجات متتابعة من الفوبيا ؟
انتبه أيها المتضخم
ثمة قنبلة تحت قدميك
وضعها ابنك القريب منك جدا
ابنك الذي قدمت له شيكا على بياض
يبغضك كثيرا
لأنك غرست خنجرا
في قلب حبيبته
تعليقات
إرسال تعليق